الثقافة العربية ذات جذور تاريخية
إن المثقف العربي آو غير العربي قد عاش وعانق الأحداث اليومية للتطورات الثقافية بشكل عام وما ألت إليه ثقافته من موروثات متوالية في هذا الباب آو مكتسبات ثقافية معاصرة مفروضة عليه عبر الواقع الذي يعيشه آو ثقافة اكتسبها من خلال بحوثه واستطلاعاته وفحصه في أمهات الكتب والتفتيش بين السطور, ولكن ما يلفت الانتباه هنا هو هل هذا المثقف استفاد من ثقافته بما يفيد به غيره, آو هل استطاع بثقافته آن ينزع الثوب القديم الذي يرتديه بمورثات بالية, وهل قادته هذه الثقافة إلى مواكبة العصر وتحديات العولمة المعاصرة , وبماذا يستطيع آن يصمد أمام القادم من الثقافات المستقبلية؟؟؟؟.
كثيرا من الأسئلة آلتي تواجه الإنسان حول هذا الموضوع وكثيرا ما يكون المثقف بؤرة اضائية للآخرين وربما يكون هذا المثقف يملك الثقافة ولايملك القرار لتنفيذ أفكاره وقرارات نفسه الثقافية خصوصا في محيط تغيبت فيه الثقافة الأصيلة وحلت محلها ثقافات مستوردة وباتت تغزو العالم وخاصة العالم الثالث .
ولو نظرنا إلى الدول المتقدمة تكنولوجيا وعسكريا , كثيرا مانجد شعوبها مبهمة وغير متطلعة عما يدور حولها من مجريات في العالم والسبب آو الأسباب كثيرة. من خلال هذا البحث سنحاول الإيضاح اكثر بقدر ما استطعت تجميعه من معلومات حول هذا الموضوع.
والله ولى التوفيق
الثقافة العربية والمحيط الثقافي
آن العالم اليوم قد اصبح مرأة صغيرة يمكن آن ترى جميع أطرافه في ساعات قليلة وذلك عبر التقنية الحديثة كالإذاعات المرئية بقنواتها الفضائية وشبكة المعلومات اللالكترونية ( الإنترنت) وجميع أنواع الثقافات المفيدة وغير المفيدة تبث على مدار الساعة , وكثيرا من الشباب العربي تقلد ثقافات تقليدية مستوردة ليس للعرب منها في شئ كالملبس والمأكل والتصرفات العملية والالفاض وتداخل الكلمات وآلتي قد يكون لايعى مفهومها ولكنه يرددها, ناهيك عن الأخلاق آلتي تدهورت لدى الكثير من شباب الآمة العربية فضلا عن الانحرافات الدينية آلتي باتت شبه مباحة بل اكثر من ذلك في جميع الدول العربية والإسلامية اليوم ماكان للثقافة المكتسبة حديثا آو المستوردة من فعل سواء التدمير والانحطاط والتدهور الأخلاقي والتجهيل آلا إرادي آو ألا مقصود من قبل الفاعل واعنى هنا شبابنا العربي البرى من حيث الاكتساب والمذنب من حيث التطبيق ,,
ولو نظرنا إلى الماضي القريب أمدا والبعيد فكرا لوجدنا آن المخططات الصهيونية ذات العلاقة بتخريب الطباع ,, مدروسة ومنظمة ومعد لها منذ اكثر من قرن ماضي والمتتبع لتوصياتهم وقراراتهم الفكرية للمستقبل سيجد حتما في بروتوكولا تهم أنهم سيهدمون الإسلام بشباب المسلمين وسيقضون على العرب بقوة السلاح وسيدخلون الموسيقى إلى مساجد الإسلام وسيسطرون على العالم بخباثة النية وحسن الاستخدام , هذا ما هو موجود في كتب بروتوكولات حكماء بنى صهيون , ناهيك عن ثقافة الغرب وآلتي باتت تغزو بيوت العرب بكل ما تحتويه من فحوى لكلمة الثقافة البالية , ربما تكون عندهم على صواب ولكنها لدينا عكس ذلك .
إذن نحن يحيط بنا كعرب محيط مغلف ومتعدد الثقافات نسبة إلى الهويات والأماكن واللغات والعادات والتقاليد والديانات المختلفة الكتابية منها وغير الكتابية .
وكل ذلك مؤثر محيطيا على شباب الآمة العربية والإسلامية ومن هنا يأتي دور المثقف العربي لتوعية الشباب العربي تحوطا لهذا الملبس ونزعا لما ارتدى منه , .
حيث آن الثقافة الفنية والأدبية وثقافة المنطق والأخلاق والملبس وغيرها كلها ثقافات منصاعة لمن صيع لها وفى غياب الدور المناط بالمثقف العربي أين ماكان وحيثما وجد حتما ستسود هذه الثقافات كافة البيوت, وسنتحول نحن إلى تابعين بالاكتساب وليس بادعين بالموروث العريق الذي عاش عليه مثقفي امتنا في عصورهم ولو نظرنا ألان إلى شبابنا من حيث ألا لفاض على سبيل المثال آو من حيث التصرفات الأخلاقية لوجدنا أنفسنا نقطع كل يوما خطوة للوراء , ولكن بفضل كتابنا وأدباؤنا ومثقفونا وروادنا ومبد عونا فنحن والحمد لله لازلنا بخير ونسير إلى الأمام ليس إلى الوراء .
ولكن هل يوجد من يتابع هذه الشرائح ويستفيد منها آم باتت القراء معدومة اليوم لدى شبابنا العربي حيث اصبح لاوقت لهم حتى لقراءة الصحيفة اليومية , في سبيل مواهيم الحياة ومشاغلها ,,.
أيضا الجهات ذات العلاقة اقصد الجهات الحكومية في بلادنا العربية ودورها في نشر الثقافة العربية العربية وكذلك الثقافة المحلية وترسيخ العادات والتقاليد ذات الجدوى من خلال تقديم برامج إذاعية مسموعة ومرئية ومن خلال الإكثار من الندوات وحلقات النقاش بالجامعات والمراكز الثقافية لمثل هذا,, حفاظا على هويتنا الثقافية العربية وتحديا لكل الثقافات الدخيلة آلتي ستحل محل ثقافاتنا وعاداتنا وتقاليدنا إذا لم نلبس لها الدرع الواقي و ونبنى لها السد المنيع ..
آن استقراء التاريخ هو الكفيل بالهوية الثقافية والعرقية العربية وكل الحضارات آلتي باتت اليوم ذات اهتمام تطوري أصلا هي عربية سرقت وتمت المحافظة عليها ولم تهمل من قبل الغرب حتى أصبحت تصدر إلى العرب ونفتخر ونتباها بجودتها في مختلف المجالات ونتناسى بأنها لنا أصلا .
ولو تتبعنا حتى بعض مفردات شبابنا اليوم وآلتي قد يكون ورثها آبا عن جد وفى مختلف البلاد العربية لوجدناها الكثير منها إسرائيليات ولدت عندهم ونشأت عندنا اقصد كعرب ومسلمين , وكثيرا ما نسمع حتى في كبار السن من يقول في كلمات قد تكون في قالب الفكاهة آو الحكمة أحيانا بالنسبة إليه آو كما يراها ولكنها تحمل في معانيها إهانة لنا ولتاريخنا ولعروبتنا ولديننا الإسلامي الحنيف وقد تطال لبعض الأديان الأخرى , ونحن كمسلمين نحترم كل الديانات لأنها من عند الله ولكننا نقدس الإسلام اكثر باعتباره هو الدين عند الله وهو خاتم لكل الرسالات الدينية آلتي كلف بها الله رسله وأنبياؤه بابلاغها إلى البشر , وبالرغم من آن كل ديانة نزلت لقوم فأن الإسلام نزل لكل الأقوام آي لعامة البشرية منذ نزوله إلى يوم القيامة , ولكن المخربون والحاقدون وخاصة المثقفون منهم استطاعوا آن يصلوا إلى عقولنا كعرب ومسلمين ولو كان ذلك ببعض الجمل آلتي لانولى لها اهتماما من حيث الفحوى بل كثيرا مانكررها وسوف اذكر منها البعض لا للحصر وانما على سبيل المثال: نحن نجلب ( القرن) و(الخميسة) و( الحوتة ) ونفتخر بتعليقهم على صدور آو رؤوس أطفالنا بل حتى نساؤنا ونعتقد بأنها تبعد العين والحسد والشر وغير ذلك ونحن حتى في اعتقاداتنا بها مختلفون بين قطر واخر, ولانعلم بفحواها آو لانعلم بمعناها الذي جاْت من اجله هذه التعليقات آلتي نتباها بها ونفتخر بالرغم من آن القرآن الكريم أ وضح لنا كل شئآ ,,
وكثيرا ما نسمع في كلمات من كبار السن تردد في قالب الفكاهة آو السخرية أحيانا ومنها على سبيل المثال ( آنت دخلت عمر الكلب) وتقال لمن دخل سن الأربعين وأيضا ( فعل عمر .. آو خدمة عمر .. آو نشاط عمر) وغيرها من الكلمات الكثيرة وآلتي نهايتها عمر وهذه كلمات تقال عند عدم الرضاء على الشي آو حتى على الكلام أحيانا ... بل وصلت إلي حد الصلاة حيث يقال من باب الاستهزاء ( صلاة عمر) بالله عليكم آيها المثقفون ورواد الثقافة والفكر آلا تروا معي انه يوجد تقصير من علمانا وشيوخنا ومثقفينا والمتعلمين منا لشرح مثل هذه العبارات والكلمات وترجيعها إلى مصدرها ..؟... نعم مصدرها ليس لنا ولا يشرفنا آن نفتخر به, فنحن مسلمون على كل حال ولنا ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا آلتي ورثناها عبر الأجيال المتعاقبة حقب الزمن ولكننا أهملنا الثقافة وتفسير ما يستورد إلينا حتى من الكلام المصدر والذي لم يأتى من فراغ بل هو من عقول مدبرة أرادت آن تضحك علينا ونحن ؟؟؟.
استلمنا وسلمنا بالاكتساب الثقافي الجديد هذا في الجانب الديني ناهيك عن الملبس والمأكل واللغة والفنون بأنواعها وكل شئ.....
أضف إلى ذلك التباخير وأوقاتها وأماكنها ولو تسألنا لماذا حدد المكان والزمان لها لوجدنا آن هناك مغزى حقيقي يسلب عقولنا ويزرع فينا عقيدة الإيمان بصحتها ,,, وشرحا تعليليا لما سلف أقول بأن المعنى لكل كلمة له هدفه الخاص فعندما تعلق ( الخميسة) يقولون خمسة في عين العدو , ماهى ؟ الخمسة ومن هو العدو إذا كنت آنت مسلم وكل المحيطين بك مسلمون بل يكاد يكونون من الأقارب فهل هم أعداء لك نحن نعقد العزم على آن العدو الأول هو عدو الإسلام والمقصود هنا بتعليقة الخميسة هي الخمسة أركان الإسلام آلتي بنى عليها ولزرع العداوة بين صفوفنا جعلت هذه المكيدة وآلتي هي سلة في استعمالها وصعبة في مغزاها وكان المقصد بلفضها خمسة في عين العدو وخاصة آن كانت على جبين طفل لازال في المهد بالله عليكم آي عدوا سيراه؟ أليس أقاربه و أهله وذويه وأصدقائهم فهل هم الإعداء ؟ من هو العدو ياترى؟ آما ( القرين) فهو قرن الغزال الذي نتباها به والمقصود به ليس هكذا بل هو قرن بقرة بنى إسرائيل آلتي ذكرها الله في القرآن وانتم تعلمون حكايتها في عهد سيدنا موس عليه السلام ,, ولكنهم أرادوا بها آن يجعلونا نفتخر بها ونرمز آلي حبنا لها ونتذكرها دائما كشوكة في حلق أو بلعوم فجعلوا لنا حكاية القرن ليبعد عنا الحسد,, آما الحوتة فيقصدون بها ما حدث لهم في يوم السبت والله نهاهم بقوله ( لا تغدوا في سبتكم) ثم يرمزون بها إلى حوتة سيدنا يونس عليه السلام .. والمغزى سنبتلعكم كما ابتلع الحوت يوسف. آما حكاية عمر الكلب أكرمكم الله فهنا يجب التوقف والانتباه لما تعنيه هذه الجملة من معنى يسئ إلينا والى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث نزل عليه القرآن وهو في الأربعين من عمره وهم يعرفون انه دارك للعقل وحسن التصرف والصدق والأمانة منذ طفولته وذلك فضلا من الله فهو الذي اصطفاه وجعله نبيا وخاتما للرسالات السماوية ,, فأرادو آن يضربوا له المثل بشخصه الكريم نكاية به ولعل التاريخ يشهد كل مكيدة عملت له ولاصحابه في عهده وبعد وفاته ,, فعندما نزل عليه الوحي اصبحوا يقولون هذا يخرف وهذا مجنون وهذا و هذا الخ...... فكانت هذه الجملة لديهم في قمة الإهانة له صلى الله عليه وسلم , فقصدوه بها وصدروها إلينا فأصبحت تمر مرور الكرام دون التمعن فيها وبها والكلام يطول في هذا ,,,. آما حكاية عمر ونحن نردد كثيرا في هذه العبارات اقصد كعرب ومسلمون خصوصا الغير متعلمين منا ...
هنا كان القصد بالفاروق رضى الله عنه و أرضاه , كان عمر بن الخطاب شديد القوى متين الجسم قوى الإرادة وكان في شبابه وعنفوانه لاترد له كلمة ولا يرفض له آمر ولا يستطيع أحدهم المثول أمامه وهو مسلح خوفا منه وقد لبى الله دعوة محمد صلى الله عليه وسلم بأن يعز الإسلام بأحد العمرين وكانت العزة للإسلام بعمر بن الخطاب وانتم تعلمون ذلك جيدا , فأنقلب عليهم عمر بن الخطاب بكل ما أعطاه الله من قوة وشجاعة وعنفوان وهم يعلمون بأن عمر قد بكى مرة في حياته قبل دخوله للإسلام عندما دفن ابنته حية وهى تمسح له في دقنه وبعد آن اسلم غفر الله له ذلك واصبح قائدا شجاعا في الإسلام وشوكة جارحة لقريش فقالوا : صلى عمر : تاب عمر : قال عمر : فعل عمر : وكانوا يقولون ذلك استهزاء به رضى الله عنه ويسخرون منه غيبة لأنهم لا يستطيعون أمامه بنطق كلمة لا تليق بمقامه فقد يقطع رأس قائلها , إذن الموضوع هنا استهزاء بسيدنا عمر ليس كلمة عابرة .. .
وهذه الإسرائيليات هي آلتي غزت شبابنا ثقافيا ولو كان بعضها في قالب المزاح آو النكتة آي الفكاهة إلا آن باطنها يحمل قصة كبيرة تسئ إلينا ,, ألا نفكر في هذه العبارات التافهة ونعللها بل نردها إلى مصدرها بعد آن نتمعنها جيدا ونتسأل لماذا قيلت هكذا ولماذا اصيغت بهذه الجملة ومن قالها وما يقصد بها وما هو فحواها ؟؟؟؟؟؟؟ وعندما نستنبط الفحوى نكون قد جعلنا سدا منيعا تلغزوا الثقافي المستورد والذي واكبناه ونحن لانعلم ماذا يوجد بغرفه وتحت ستائره وخلف جدرانه وماهية مكامنه آلتي هو أصلا ركب جواده من اجلها ونحن فرشنا له الأرض أزهارا فارحين بثقافة جديدة وكلمات رنانة وعبارات مزخرفة بحلاوة نطقها بل نتباها أمام زملائنا بحفضها وترديدها...
ليس من العيب آن يتعلم الإنسان لغة غيره (( فمن تعلم لغة قوما اتقى شرهم )) ولكن العيب في استعمالها في غير محلها ونحن مطالبون آن نعرف لغة غيرنا وعلومهم لأننا مأمورين بالعلم من ( المهد إلى اللحد )) ولكن آي علم؟ وكيف نستخدمه؟ ومتى ؟ ولماذا؟ وهل نتطبع به ام لا؟ هناك الكثير من الأسئلة آلتي تطرح نفسها أمامنا...
آما عن التباخير ومواعيدها المحددة والعبارات المصاحبة لها في من أهم أعمال المشعوذين ... ليس حراما آن تبخر بيتك آو تعطر ثيابك ولكن تذكر أدعية من السنة أدعية من السلف الصالح وليس صحيا انه من تبخر على نوع من أنواع البخور وسرد شئ من التمتمات المتخلفة آن كان مريضا يشفى آو انكان عاقد العزم على مشوار معين آن يقضيه بسلامة بالعكس . كانت هذه التباخير ولازالت يستعملها المشعوذين لتسخير الشياطين لمضرة عباد الرحمن ويرفقون معها في عبارات لامعنى لها ويقولون بأنها من السنة فما جاء بالسنة واضح ومن لا يعرف عليه آن يذهب إلى آهل العلم والمتخصصون في أمور الدين ولكنها من أهم أعمال اليهود وصدروها كتجارة نافعة بالنسبة لهم حيث استطاعوا من خلالها آن يستغلوا ضعاف الإيمان ويغرسوا فيهم هذه العقيدة و ألان اصبح المسلمون يورثونها لبعضهم اقصد المشعوذون منهم لآن الطيور على أشكالها تقع.
هذا ما يتعلق بالثقافة الدينية وغيره الكثير وهذا ما تصبوا إليه إسرائيل في حربها بعيدة المدى حيث آن هذه الحرب هي حرب عقول وليست حرب مدافع واسطول بحري ودبابات وطائرات لأنها تكلف المليارات من الدولارات آما حرب العقول فهي أجدى و أدق و أسرع تنفيذا باعتبار آن الكلمة قد يسمعها شخص فيوصلها إلى عشرة والعشرة يوصلونها إلى مائة وهكذا , آما حرب الآلة فقد يموتون عشرة وقد تسقط القذيفة على مكان مهجور .. والحرب الثقافية اخطر أنواع الحروب و أبعدها مدى و أدقها تصويبا فالانتباه والحذر يا شباب امتنا العربية والإسلامية بارك الله فيكم.