سقط القناع .. بقلم اماني ..

يبدو أنّ الحياة تخفي أكتر مما تظهر ، لعلّ الإنسان ليس بالكائن الذي كنت أتخيّل ، يبدو أن النظرية القائلة أنّ الإنسان خيّر بطبيعته خاطئة أو أنّها لم تعد تصلح لزمن كالذي نحن نعيش فيه ، قبل بعض الزمن كنت أعتمد هذه النظرية كمنهج أسيرعليه وأرسم به طريقا لحياتي ، ولعدة سنين من عمري كنت أعتبر هذه المقولة مسلمة من المسلمات وكأنها قرآن أنزل بوحي على البشربة ، ودافعت عنها بكلّ ما أوتيت من قوّة ، ولكن بعد 23 سنة من العمر أدركت أني صدّقت أكبر كذبة في حياتي .
إصطدمت بالواقع بدون سابق إندار ، وكان أول قناع سقط من على وجه أقرب الناس إلي ، هذا ما زاد من حدّة الصدمة ، ولم أستطع فهم تلك المشاعر التي اختلطت بداخلي خليط بين الحزن ..الغضب..الألم ...الصدمة ...خيبة الألم ....
حتى أبسط تعبيرأملكه لم أستطع التفوه به ، حتى الدموع تجمّدت ، كلّ شيء توقف عقلي لم يعد قادرا على التفكير ،حتى قلبي سقط من مكانه ، وعلامات الدّهشة رسمت على وجهي الذي إصفّرمن الألم . أحسست للحضات بالضياع وبأني أمام مفترق طرق كلّ السبل فيه تتشابه وليس لدي دليل يهديني سواء السبيل .
هنا انساب الحبر في القلم ولكن غابت الكلمات ولم ترد معانقة الأوراق ، كلا تعالي يا إلهامي فأنت من تبقى لي في حياة سكنتها الأقنعة .
هل فات الأوان أن أكتشف ما اكتشفته بمحض الصدفة فصار صدمة ،كلاّ مادام ملك الموت لم يسلب روحي،ما زال هناك بصيص من الأمل ومازلت أدعى شهرزاد فهل أموت قبل الليلة الواحدة بعد الألف.
كلاّ خلقت لأسرد قصص العصر الحديت والإنسان المعاصر ، كي تبقى عبرة لشهرزاد المستقبل كما تركت لي شهرزاد الماضي .
تذكّر يا من تقرء بين السطور وتفهم أصعب المعاني كفّ عن الأماني ،فالإنسان شرير بالطبيعة .