فعن أمّ المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما.
وقد جمَع الله تعالى في الذكر ، والوعد بالأجر والثواب بين الرجال والنساء في آياتٍ كثيرة من كتابه العزيز ؛ منها قوله تعالى: [فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ]. آل عمران (195)
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: أي قال لهم مخبراً أنه لا يضيع عمل عامل منكم لديه بل يوفي كل عامل بقسط عمله من ذكر أو أنثى، وقوله بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ أي: جميعكم في ثوابي سواء.انتهى.
والنفس البشرية سواء كانت رجلا أو امرأة تشتاق للجنة وما حوته من أنواع الملذات، والجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء إنما هي قد (أعدت للمتقين).آل عمران (133) من الجنسين.
ولكن لا يكون هذا الاشتياق مجرد أماني دون أن يتبع ذلك بالعمل الصالح، كما أخبرنا بذلك تعالى، قال سبحانه وتعالى
وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) الزخرف آية 72. فشوّقوا النفس بأخبار الجنة وصدّقوا ذلك بالعمل. وقال تعالى
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء 124 قال ابن كثير : في هذه الآية بيان إحسانه، وكرمه، ورحمته في قبول الأعمال الصالحة من عباده ذكرانهم وإناثهم بشرط الإيمان