على من تقع مسؤوليّة بعض الانهيارات الاجتماعيّة؟
على
من تقع مسؤوليّة بعض الانهيارات الاجتماعيّة؟ عليك أنتِ أيتها المرأة التي
كانت مسكينة وتحولت إلى سِكّينة؟ أم عليك أنت أيها الرجل الذي كان رجلاَ
وتحول الى ذكراً؟!
قلبي على الرجل وما تعاطفي معه حزناً عليه وإنما
شفقة لما آل إليه حاله مع امرأة شبّت عن الطوق ثم كسرته، وتحولت من نعجة
مستسلمة إلى لبؤة مستأسدة، وفي الحالتين هي امرأة مرفوضة لا يرضى عنها
مجتمعها، وذلك بعد أن انتزعت حريّتها من براثن الرجل ومعها انتزعت هيبته
ورجولته وخلّفته ذكراً هشاً لا حول له ولا قوة، فخسرته لما جيّرت السلطة
بكاملها إليها، وخسرت نفسها لما أساءت استعمال حريّتها، وبُنِي غلط الماضي
على أخطاء الحاضر فاختلّت المعادلة.
تعودنا أن نهاجم الرجل كونه الطرف
المتسلّط، وندافع عن المرأة كونها الطرف الأضعف وإنصافاً لها لما تعرضت له
من الظلم والعنف والقمع، وما مورس عليها من لاءات لسي السيد، لكن ما إن
انفتح شقّ في باب حريّتها حتى نسفته بجبروتها المكبوت، وولجت ساحة الحياة
تريد ابتلاعها جرعة واحدة علّها تعوض جوع الأمس.
لم تتسلق سلم الحريّة
درجة درجة، ولم تصعده مع الرجل بل تسلّقته وحدها، فسقطت وسقط معها، وهذا
ما حدث في شريحة الطبقة الوسطى والوسطى المرفهة وقد بدت عليها علامات
التغيير السلبيّ، في الماضي كان القرار يصدر عن الرجل وغالباً ما يكون
حكيماً، وكانت المرأة تتمتع بسلطة ولا أحلى وهي تتويجها على عرش البيت
فكانت ملكته ومدبرته ومديرته ومربية أجياله. إذن تقاسما الأدوار، لم تدرِ
امرأة اليوم بطيشها وانبهارها بقشور الحضارة الوافدة، أنها تنازلت عن أهم
عرشٍ وألبست تاجه إلى فتاة متخلّفة، مختلفة الأصول وسلّمتها مفاتيح هذه
المملكة، فجاءت مساعدة لسيدة البيت وانتهت صاحبته؛ كَأَنْ تهتم المرأة بكل
تفاصيل الحياة الخارجيّة على حساب مملكتها فأهمل الزوج وانشغلت عن
الأولاد، وتحولت البيوت إلى فنادق، واستبدلت غرفة الجلوس حيث الدفء
الأسريّ إلى جلسات المقاهي والمطاعم حيث الاستنزاف للصحة والجيب معاً.
حواء اليوم وآدم اليوم لا يبنيان عائلة، بل يؤسسان أفراداً لا وقت لهم ولبحث مشاكلهم، لا وقت للمحبة، للنجوى بل كل الوقت للشكوى!
آدم
وحواء جعلا من المال رباً وعبدوه، ذكور تعودوا قول نعم فانكسروا، رجال
قطعوا قول لا فانهزموا! قلبي على الرجل الذي نسي أن يغضب، ومتى يغضب؟ .
إذا كان رب البيت بالدّف مولعا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.
المرأة
التي لم تذق طعم الرجولة الحقّة لا تعرف متعة الاحتماء بخيمة العائلة.
والرجل الذي لم يذق طعم ذكاء المرأة المقرون بجمال الروح قبل الجسد لم
يتعرف بعد على سر جمال الحياة!
ليبحث كلٍ منهما على اللبّ وليس القشور لينعما بحياة متوازنة!