كشفت مصادر عليمة لـ"الشروق" أن الحفارة البترولية رقم 215 التابعة للمؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار والواقعة في منطقة "قريات" حوالي 400 كلم عن غدامس في حوض الحمادة الحمراء الليبية، قد تعرضت معداتها التي تقدر بالملايير للنهب، وهي ثاني عملية سطو بعد الإعتداء أمس الأول على قاعدة الحياة في نفس المنطقة وسبق للشروق التطرق لها.
هذا، وكانت الحفارة الجزائرية التي تقدر قيمتها بحوالي 20 مليون دولار قد دخلت الجماهيرية الليبية سنة 2008 للإستثمار في مجال النفط ضمن الشراكة بين البلدين، كون المؤسّسة الوطنية للأشغال في الآبار تعمل في ميدان الحفر بنوعيه المتوسط والعميق، سواء تعلّق الأمر بآبار التنقيب أو التطوير، مما سمح لها بالظفر بعقد عمل، حيث أسست أنذاك ضمن سياسة بقاءها خارج الحدود ما يسمى بـ "SIPEX Libyan ranch" فرع سوناطراك في الجماهيرية الليبية وعليه تم التوقيع على العقد المتعلق بتأجير آلة حفر ذات طاقة "1500HP" "215TP" مع خدمة ما يعرف عمليا بـ "إنتاج الطينة" بين الطرفين.
وفي ذات السياق، وجه عمال المؤسسة الوطنية للجيوفيزياءENAGEO بمنطقة "بن دقيش" في الحمادة الحمراء ضمن الاستكشاف عن البترول نداء إستغاثة هو الثاني من نوعه قصد ترحيلهم من صحراء ليبيا إلى الجزائر، ولازالت وضعيتهم تدعو للقلق، وتشير الأنباء الواردة إلينا من الجهة نفسها أن الأوضاع تزداد سوءا من يوم إلى آخر، ولابد من تخصيص أسطول جوي لإجلاء الرعايا الجزائريين من طرابلس وسبهة بالتحديد، مع نقص المؤونة والأدوية، سيما في المواقع الجنوبية، نظرا للحصار الموجود في العاصمة الليبية والمحافظات التي تشهد انتفاضة متواصلة من طرف الشباب الثائر، وذكرت نفس المصادر أن مئات الجزائريين منهم عمال الشركات الوطنية والأجنبية يتخبطون في مشاكل بالجملة ووضعهم صعب للغاية، في وقت تمكن المدير الفرعي للمؤسسة الوطنية للجيو فيزياء من الفرار بجلده، تاركا وراءه العمال في حالة نفسية سيئة بالحقل البترولي الحمادة الحمراء مع نقص الغذاء والعلاج في مسالك صحراوية كون طرابلس أصبحت مغلقة المنافذ تماما.
بينما سارعت شركات أجنبية إلى ترحيل عمالها بصورة منتظمة، وعلى مراحل برا وبحرا، علما أن المؤسسة الوطنية ذاتها بدون أدنى حماية لحد الساعة في دولة تشهد انفلات أمني كبير ويتوسع من يوم لآخر.
وتجدر الإشارة أن المقر الرئيسي للمؤسسة الجزائرية ENAGEO يقع في شارع جمال عبد الناصر بمنطقة "الزاوية"، وهي من بين الجهات الأكثر توترا، كما يمثل الطرف الجزائري المهندس "رابح دودان" مدير عام فرع الشركة هنالك والذي سبق له وأن أمضى عقود شراكة مع بعض الشركات الليبية في الفاتح من شهر أوت السنة الماضية