من الاستعمار إلى السلطة الناعمة

يقع الوطن العربي والعالم الإسلامي في مركز التأثير الإعلامي في العالم ، والغربي منه بوجه الخصوص

ومرد هذه الأهميّة أمران أساسيّان :

الأمر الأول : أنَّ العالم العربي الإسلامي هو المنطقة التي تضم أوسع قاعدة من شريحة الشباب ، والشباب هم ضمير المستقبل

وتقول البحوث والدراسات التي أجريت في الغرب حول مسألة التزايد السكّاني في العالم : أنّ المنطقة العربيّة ستضم

عام 2025 ، نسبة من الشباب تفوق نصف السكّان

وفي مقابل هذا النمو في شريحة الشباب في الوطن العربي ، ستواجه الدول الأوروبية زحف الشيخوخة وتقلّص شريحة الشباب

هذه المعادلة غير المتوازنة جعلت الغرب يدق ناقوس الخطر ، ودفعته إلى نحت تعبير ( القنبلة السكّانيّة )في العالم الإسلامي

للتدليل على التهديد الذي يستشعره من التراجع السكّاني فيه

يقول عالم الديمغرافيا الفرنسي جون كلود تشيزني في كتاب ( أفول الغرب : السكّان والسياسة ) :
إنَّ المعادلة السكّانيّة المختلفة بين الغرب والإسلام ستؤدي بنظره إلى مايسمّيه ( إنجراف القارّات ) ، بسبب قوافل الهجرة نحو الغرب

من بلدان العالم الإسلامي ، ومن ثمَّ إلى أفول الحضارة الغربيّة


الأمر الثاني : هو الدين الإسلامي الذي يمضي في الانتشار

توضّح الدراسات الاستشراقية الغربيّة ، أنَّ الإسلام سيكون الدين الأول في العالم خلال العشرين سنة القادمة

فيما ستتراجع نسبة معتنقين الديانتين المسيحية واليهودية الأديان الأخرى إلى مرتبة أدنى بعد الإسلام

وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ نظريّة صدام الحضارات للأمريكي صامويل هانتنغتون ترتكز على هذه المعطيات الرقميّة

وتخلص إلى تحذير الغرب المسيحي ودعوته إلى إنشاء نوع من القلعة أو الحصن الحضاري الواقي من الزحف الإسلامي


إنَّ هذه المركزيّة التي يتمتّع بها العالم الإسلامي ، والبشارات المستقبليّة التي ترشّحه لأن يكون محور الحراك العالمي

والحضاري مستقبلاً ، جعلت من الطبيعي أن يكون هدفاً لكل السموم الإعلاميّة

الاستعمار بالسلاح صار موضة قديمة الآن الهيمنة هي الاساس في العلاقات الدولية
و الهيمنة اشد من وقع السلاح .
شكرا لك